{قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الملك} هو الصاع {وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ} يقوله المؤذن يريد وأنا بحمل البعير كفيل أؤديه إلى من جاء به وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله {قَالُواْ تالله} قسم فيه معنى التعجب مما أضيف إليهم {لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى الأرض} استشهدوا بعلمهم لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم حيث دخلوا وأفواه رواحلهم مشدودة لئلا تتناول زرعاً أو طعاماً لأحد من أهل السوق، ولأنهم ردوا بضاعتهم التي وجدوها في رحالهم {وَمَا كُنَّا سارقين} وما كنا نوصف قط بالسرقة {قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ} الضمير للصواع أي فما جزاء سرقته {إِن كُنتُمْ كاذبين} في جحودكم وادعائكم البراءة منه {قَالُواْ جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ} أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله، وكان حكم السارق في آل يعقوب أن يسترق سنة فلذلك استفتوا في جزائه. وقولهم {فَهُوَ جَزَاؤُهُ} تقرير للحكم أي فأخذ السارق نفسه هو جزاؤه لا غير، أو {جزاؤه} مبتدأ والجملة الشرطية كما هي خبره {كذلك نَجْزِى الظالمين} أي السراق بالاسترقاق {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ} فبدأ بتفتيش أوعيتهم قبل وعاء بنيامين لنفي التهمة حتى بلغ وعاءه فقال: ما أظن هذا أخذ شيئاً فقالوا: والله لا نتركه حتى تنظر في رحله فإنه أطيب لنفسك وأنفسنا {ثُمَّ استخرجها} أي الصواع {مِن وِعَاء أَخِيهِ} ذكر ضمير الصواع مرات ثم أنثه لأن التأنيث يرجع إلى السقاية، أو لأن الصواع يذكر ويؤنث.الكاف في {كذلك} في محل النصب أي مثل ذلك الكيد العظيم {كِدْنَا لِيُوسُفَ} يعني علمناه إياه {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ الملك} تفسير للكيد وبيان له لأن الحكم في دين الملك أي في سيرته للسارق أن يغرم مثلي ما أخذ لا أن يستعبد {إِلاَّ أَن يَشَاء الله} أي ما كان ليأخذه إلا بمشيئة الله وإرادته فيه {نَرْفَعُ درجات} بالتنوين: كوفي {مَّن نَّشَاء} أي في العلم كما رفعنا درجة يوسف فيه {وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ} فوقه أرفع درجة منه في علمه أو فوق العلماء كلهم عليهم هم دونه في العلم وهو الله عز وجل.